الدليل الخامس: أنه لما زيد في صلاة الحضر -كما في حديث عائشة رضي الله عنها: ( فرضت الصلاة ركعتين ركعتين، فزيد في الحضر وأقرت في السفر ).
لما زيد فيها وأوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الزيادة؛ كان بعض المؤمنين بعيداً عنه، مثل من كان في مكة ومن كانوا في أرض الحبشة مهاجرين، فما بلغتهم الزيادة إلا بعد أمد طويل، ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإعادة، وكذلك لما فرض شهر رمضان لم يبلغ المسلمين الذين كانوا في أرض الحبشة حتى فات ذلك الشهر.
ولم يوجب عليهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقضوا رمضان الذي فات؛ لأنه لم يكن قد بلغهم أمر الله تعالى في ذلك.
وكذلك في تحويل القبلة، فإن الله لما أنزل تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة كان بعض المسلمين في مناطق بعيدة، ولم يعلموا أن الله أنزل ذلك الأمر، وإنما علموا بعد ذلك، ولم يأمرهم النبي بإعادة صلاتهم التي كانت إلى بيت المقدس .